قررت قضاء إجازة العيد فى بورسعيد، برغم نصائح البعض بأماكن أخرى يظنونها أكثر بهجة وتسلية ومتعة، لكننى أحب هذا البلد، وأثق بأنها ما زالت مدينة قادرة على بعث البهجة وإثارة الفرح وبث السعادة فى نفس كل من يزورها، بورسعيد من أكثر المدن المصرية التى أثرت على اقتصادها ثورة 25 يناير، اشتكى لى التجار حالة الإفلاس التى عانى منها معظمهم، فنادق صارت خاوية، محلات تغلق أبوابها بالأسابيع نتيجة غياب الزبائن، وضع أمنى متدهور، بل تحت الصفر، طريق يعانى من إهمال شديد، وأصبح ضيقاً جداً يتسع بالكاد لسيارة واحدة بعد أن تم شغل نصف الطريق لتأمين قناة السويس -مصدر عملتنا الصعبة الوحيد- من التنظيم الإرهابى العميل، مطاعم صارت خاوية على عروشها، جرح لم يندمل من آثار مجزرة الاستاد المرعبة، إحساس باضطهاد تضاعف بعد كراهية مرسى فى نهاية زمنه المشئوم لأهلها، قررت أن تكون إجازة العيد فى هذه المدينة التى صارت تسكننى بجمالها الخاص والمتفرد، بكورنيشها الأنيق، ونكهة مأكولاتها البحرية التى لا تقاوم، وبحرها الهادر الغامض المهيب الذى يبعث على التأمل والحلم، وحكايات أهلها بمبالغاتهم الشيقة التى تتسامح معها كجزء طبيعى من تراث نابض بالحيوية، تعافت بورسعيد واستعادت ملامحها ورونقها وتميزها، استمتعت ببورسعيد. بجد اعتبروها إعلاناً، انحيازاً، غراماً، اعتبروها كما تشاءون، وأدعوكم لزيارة هذا البلد الجميل الذى لن تنساه ولو زرته مرة واحدة، وستقع فى غرامه من أول لحظة، زوروا بورسعيد ولن تندموا، اجعلوها فى أجندة إجازاتكم، أقيموا مؤتمراتكم المهمة فى رحابها، ادخلوها آمنين مبتهجين فرحين، حلقوا مع أبوالعربى بأجنحة الخيال وتعاطفوا وتسامحوا مع شطحاته اللذيذة، ارقصوا على أنغام سمسمية بورسعيد حتى ولو تشابهت النغمات، وتذكر شادية وهى تغنى أمانة عليك أمانة يا مسافر بورسعيد.. أمانة لتبوس لى كل إيد حاربت فى بورسعيد.